أسرار فشل الشركات اللي ماحدش بيقولك عليها

دايمًا بنسمع في عالم البيزنس إن “Cash is King” – يعني السيولة هي الملك..

بس الحقيقة إن الملك دا ممكن يبقى بلا عرش لو معندكش استراتيجية واضحة ومواكبة لكل تغيير.

وزي ما بيقولوا خبراء البيزنس، معظم الشركات الناشئة بتواجه تحديات كبيرة في سنواتها الأولى، ومعظم اللي بيفشل منهم مش بسبب نقص التمويل، لكن بسبب عدم فهم السوق كويس.

شركات انهارت رغم الملايين

التمويل مهم، بس مش كافي، الشركات الكبيرة اللي انهارت كانت عندها مشكلة أساسية، ألا وهي:

عدم القدرة على التجديد المستمر.

طبعاً هتقولي مثال نوكيا اللي رفضت تواكب التغيير والتطوير والكلام الكبير، المثال اللي بيتقال من 2012 لحد دلوقتي..

لا لا، هقولك شركات تانية.

بلوكبستر – بلوكبستر كانت عندها فرصة تشتري نتفليكس بـ 50 مليون دولار، ورفضت لأنها شافت إن نموذج الأعمال بتاعها هو الأفضل وهيستمر للأبد، طب والنتيجة؟ أفلست تمامًا والسبب الرئيسي: “أنا مش شايف حد قدامي” – وهي حالة بتخلي الشركات الناجحة تعمى عن التغييرات اللي بتحصل في السوق لمجرد نجاحها في نموذج عمل واحد.

كوداك – قصة المخترع اللي دفن اختراعه تعرف إن كوداك هي أول شركة تخترع الكاميرا الرقمية؟ مش بس كدا، هم كمان دفنوا الاختراع دا! طب ليه؟ لأنهم خافوا على مبيعات أفلام التصوير بتاعتهم، ودي كانت أكبر غلطة في تاريخ الشركة، إنهم رفضوا يغيروا عشان خايفين على أرباحهم الحالية.

السؤال هنا، ليه الفلوس مش بتنقذ الشركات؟

خلينا نتكلم بصراحة.. المال مش هو المشكلة، المشكلة في العقليات اللي بتدير المال دا.

أحيانًا الأصول غير الملموسة زي الابتكار والمرونة أهم بكتير من الأصول المالية، وهذا أمر لو تعلمون عظيم!

بس لو هنتكلم عن أسباب علمية تخلي الشركات تفشل، فالأسباب القادمة هي الأهم:

• العقلية المتحجرة – دايرة الراحة القاتلة: “إحنا ناجحين أوي كدا.. ليه نغيّر؟” – دي أخطر مقولة ممكن تسمعها في أي شركة. الشركات الناجحة بتقع في منطقة الراحة، وبتنسى إن السوق متحرك على طول، واللي ثابت في السوق المتحرك، بيختفي.
• نموذج الأعمال اللي مابيتغيرش: أصحاب الشركات غالبًا بيتعاملوا مع نموذج الأعمال بتاعهم زي الوصفة السرية: “ماتغيرهاش أبدًا!” ودا بالظبط اللي بيقتل الشركات.

الشركات الناجحة زي أمازون وآبل بتغيّر وتطور نماذج أعمالها باستمرار مش بس منتجاتها، هم بيتكيفوا مع السوق، مش منتظرين السوق يتكيف معاهم.

• الخوف من المخاطرة المدروسة: “ليه نغير ونخاطر والحمد لله مكاسبنا كويسة؟” – مقولة تانية خطيرة. المخاطرة المدروسة دي أهم خطوة لنجاح أي شركة، لأن اللي مبيخاطرش، بيخاطر أكتر وهو مش مُدرك دا!

الخلاصة اللي محتاج تعرفها

المال للشركات زي الأكسجين، مستحيل تعيش من غيره، بس ماينفعش تعيش عليه بس، الشركات الناجحة هي اللي عارفة تتكيف مع المتغيرات وتستفيد منها.

كلنا عارفين المقولة الشهيرة: “ليس القوي هو من ينجو، بل الأكثر قدرة على التكيف” – ودا بالظبط اللي حصل مع الشركات اللي ذكرناها، كانوا أقوياء، بس مش متكيفين مع المتغيرات صح.

في النهاية، الفلوس مجرد وقود.. لكن الوقود بدون محرك سليم وخريطة طريق ذكية مش هيوصّلك أبدًا!

شوية أسئلة هتفرق في تقييمك للبيزنس بتاعك أو شركتك:

1. اسأل نفسك: لو انقطع تمويل الشركة بكرة، إيه اللي هيخلينا مستمرين؟
2. اعمل جلسة مع فريقك تحت عنوان: “لو عايزين نخترع منتج يخلي منتجنا الحالي قديم، هيبقى شكله إيه؟”
3. اكتب على ورقة: “أسباب تخلي العميل يسيبنا بكرة” – وابدأ عالجها من النهارده، قبل ما تبقى حقيقة.